
منظورك للأمور هو كل شيء!
ما نشهده حالياً في الأسواق لا يمكن إنكاره—الوضع مقلق بكل المقاييس.

ما نشهده حالياً في الأسواق لا يمكن إنكاره—الوضع مقلق بكل المقاييس. مؤشرات الأسهم تشهد انخفاضاً حاداً، السندات لا تُحقق الأداء المتوقع، والعناوين الإخبارية تتحدث عن التعريفات الجمركية (تُفرض، ثم تُعلَّق—ثم تُفرض مجدداً، ثم تُعلَّق مرة أخرى)، الحروب التجارية، والتوترات الجيوسياسية. لكن رغم صعوبة هذا الظرف، من المهم أن نتذكّر: الخوف ليس استراتيجية.
لقد رأينا هذا السيناريو سابقاً خلال الانهيار بسبب جائحة كوفيد ١٩. الذعر دفع الجميع إلى واحدة من أسرع موجات البيع في التاريخ! ومع ذلك، تحوّلت إلى واحدة من أفضل فرص الشراء خلال العقد الماضي. لماذا؟ لأننا، في أعماقنا، كنا نعلم أن العالم لن يبقى مغلقاً إلى الأبد.
أزمة اليوم أكثر تعقيداً. فهي ليست جائحة. بل هي إعادة ترتيب للمشهد الاقتصادي العالمي. الولايات المتحدة يبدو أنها لم تعد راغبة بلعب دور "المستهلك الأخير" للعالم. ومن خلال فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق، تُرسل إشارة إلى رغبتها في إعادة توطين التصنيع وإعادة ضبط سياسات تجارية استمرت لعقود. هل سينجح ذلك؟ الوقت كفيل بالإجابة. لكن في الوقت الحالي، تم الإعلان عن تعليق لمدة ٩٠ يوماً بعد أن أطلق سوق السندات إنذارات حمراء قوية نتيجة ارتفاع عوائد السندات لعشر سنوات بشكل حاد.
لكن ما أصبح واضحاً هو التالي: لم تعد الأسواق الأمريكية وجهة آمنة "خالصة من المخاطر" كما كانت في السابق. في عالم يعجّ بالنزاعات التجارية متعددة الأقطاب، أصبح فهم مخاطر الأطراف المقابلة لك أمراً بالغ الأهمية. حيث أن المسلّمات القديمة حول سندات الخزانة ومؤشر S&P 500 لم تعد سليمة.
تاريخياً، وفي أوقات كهذه، كانت رؤوس الأموال تتجه نحو الأصول المحايدة كالذهب—واليوم، بشكل متزايد، نحو البيتكوين.
ورغم تقلبات السوق، لا يزال البيتكوين صامداً بقوة. لقد تجاوز حاجز ٧٤ ألف دولار لأول مرة قبل ستة أشهر فقط. واليوم، لا يزال يُتداول فوق أعلى مستوى سجّله في نوفمبر بعد انتخاب ترامب، حتى في الوقت الذي تسجّل فيه الأسهم الأمريكية واحدة من أسوأ أسابيعها في التاريخ. خلال الأشهر الستة الماضية، ارتفعت البيتكوين بنسبة ٣٣٪، في حين تراجع مؤشر ناسداك بنسبة ٦٪!
بالنسبة لمن يدرك خصائص البيتكوين الفريدة—الندرة، والحيادية، وانعدام تهديد مخاطر الطرف المقابل—فهذا ليس مجرّد وقت تعصف بنا أزمة دولية؛ بل يجب أن تكون لحظة للتأمل. نعم، هذا الانتقال مؤلم. لكنه أيضاً كاشف للحقيقة. وللمستثمرين على المدى الطويل، قد تُصبح هذه اللحظة فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.
استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا
مقالات ذات صلة

حروب التعريفات الجمركية ودور البيتكوين في النظام الاقتصادي العالمي الجديد

كيف أصبحت تيثر سابع أكبر مشترٍ لسندات الخزينة الأميركية في ٢٠٢٤؟

الولايات المتحدة تتخذ خطوة تاريخية نحو تبني البيتكوين
