
حروب التعريفات الجمركية ودور البيتكوين في النظام الاقتصادي العالمي الجديد
العالم الآن على أعتاب مرحلة مجهولة.

العالم الآن على أعتاب مرحلة مجهولة.
منذ الحرب العالمية الثانية، اعتمد النظام التجاري العالمي على فرضية بسيطة: الدول تحقق فوائض تجارية، ثم تعيد تدوير أرباحها من الدولارات داخل الاقتصاد الأميركي من خلال شراء سندات الخزانة والأسهم، ويتفق الجميع على اعتبار الدولار عملة احتياطية عالمية.
هذا النموذج أوهم الجميع بأن الأصول الأميركية "آمنة"، وأن سندات الخزانة خالية من المخاطر، وأن مؤشر S&P 500 هو ملاذ للمستثمرين.
وهذا الوهم بدأ بالانهيار.
التعريفات الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس ترامب تسببت في ردود فعل متسلسلة حول العالم، وسرّعت تفكك النظام الاقتصادي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الأسواق تتأرجح. السندات تتهاوى. الأسهم تتهاوى. وحتى ما يُعرف بمعدل "الخلو من المخاطر" بات يحمل مخاطر حقيقية.
وفي المقابل، الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية، والبيتكوين تفوق في أدائه على مؤشر S&P 500 منذ تولي ترامب منصبه. لا يمكننا أن نصف ما يحدث الآن بالانفصال الكامل بين الأسواق، لكن المؤشرات المبكرة بدأت تظهر.
الواقع يقول: يجب على من يدير رؤوس الأموال أن يُعيد تصوّر نظرته للعالم. اللجوء الأصول الاحتياطية المحايدة، الخالية من المخاطر السياسية أو مخاطر الطرف المقابل، لم يعد خياراً جانبياً؛ بل أصبح ضرورة حتمية.
لطالما لعب الذهب هذا الدور تاريخياً، لكنه لم يعد ملائماً لعصر الاقتصاد الرقمي الذي يضم ٨ مليارات إنسان. فهو يعتمد على وسطاء، ويسهل مركزته، ولا يوفر تسوية نهائية حقيقية.
البيتكوين مختلف.
إنه:
أكثر ندرة،
أسهل في التداول،
أكثر قابلية للنقل،
وأسهل في التحقق من صحة معاملاته.
ويعمل ضمن شبكة عالمية، مفتوحة، ولا مركزية، ولا تحتاج إلى إذن من أحد.
إنه أول أصل مالي رقمي بالكامل يُمكن امتلاكه مباشرة—وربما الأصل الوحيد الذي يمكن اعتباره حقاً "آمنًا" في هذا العالم الجديد.
المهم، ابقَ هادئاً. وركّز على ما يمكنك التحكّم به. لأنه في نهاية المطاف، جميع الطرق تؤدي إلى طباعة النقود.
أمام الاحتياطي الفيدرالي خياران:
1️⃣ انهيار شامل 2️⃣ شراء كل شيء (والطابعة تشتغل💸)
وفي كلا السيناريوهين، ستتأثر مصداقية المؤسسات سلباً، وستزداد أهمية الأصول المحايدة مثل البيتكوين والذهب كبدائل للملاذ الآمن الذي كانت تمثّله سندات الخزانة.
لقد صُمم البيتكوين خصيصاً لمثل هذا الوقت والمواقف.