مقارنة بين المعايير النقدية المختلفة
على الرغم من أن البعض قد ينتقد كمية الطاقة المطلوبة لتعدين البيتكوين، فإن المقارنة الحقيقية تجب أن تعقد مقابل المعايير النقدية الأخرى.
على الرغم من أن البعض قد ينتقد كمية الطاقة المطلوبة لتعدين البيتكوين، فإن المقارنة الحقيقية تجب أن تعقد مقابل المعايير النقدية الأخرى. ولفهم المزيد حول إيجابيات تسهيل هذه المعايير النقدية عبر اعتماد البيتكوين اقرأ هذه المقالة. حيث نستعرض سوياً أوجه التشابه بين تعدين الذهب والعيش في ظل معيار الذهب لغايات المقارنة.
يرى البعض أن تعدين البيتكوين يستهلك الكثير من الطاقة؛ ويقولون إنه يساهم في التغيير المناخي، أو أنه ببساطة يستهلك طاقة أكثر من المسموحة للنظام النقدي، وأن التعدين "مستهلك للطاقة بطريقة كارثية". غالباً ما تستهلك البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى الطاقة بشكل كبير. وهذا أمر مبرر جداً لأنها تعتبر ذات قيمة لمالكيها بسبب ندرتها خصوصاً وأن هناك تكلفة مرتبطة بإنتاجها أو تعدينها. ومع ذلك، فقد أشار منتقدو العملات الرقمية إلى هذه التكلفة للانتقاص القيمة الحقيقية للعملات الرقمية.
تم تقديم حجج مماثلة من قبل منتقدي الذهب منذ عقود. فقد زعموا أن استخدام النقود الورقية/النقود الورقية كان أكثر اقتصادياً من الذهب، والذي يحتاج إلى التعدين والتخزين المادي. هذه التغييرات تصدى لها روجر جاريسون في كتاب "تكاليف" معيار الذهب. يكتب جاريسون: "مقارنة تكاليف معيار الذهب بتكاليف معيار النقود الورقية لا يحل المشكلة". يشير جاريسون إلى التكاليف الإضافية التي يتكبدها المجتمع بموجب المعيار النقدي الورقي: (١) التكاليف المفروضة على المجتمع من قبل الفصائل السياسية المختلفة التي تحاول السيطرة على طباعة المال، (٢) التكاليف التي تفرضها مجموعات ذات المصالح الخاصة والتي تقنع المتحكمين في الطباعة بإساءة استخدام سلطتهم (طباعة المزيد من الأموال) لخدمة مصالحهم، (٣) سوء تخصيص الموارد الناتج عن التضخم نتيجة سوء استخدام السلطة النقدية، و (٤) التكاليف التي يتكبدها رجال الأعمال في محاولاتهم للتنبؤ بما ستفعله السلطة النقدية في المستقبل.
لماذا من الضروري أن تستهلك البيتكوين الكثير من الطاقة؟ يجيب نيك زابو على هذا السؤال في مقاله المال والبلوك تشين والتوسعية الاجتماعية، من خلال الإشارة إلى أن استهلاك البيتكوين المرتفع للطاقة يشتري شيئاً أكثر قيمة؛ ألا وهو قابلية التوسع الاجتماعي. يوفر تصميم البيتكوين المكلف حسابياً مقاومة أقوى للتزوير والتضخم والسرقة. ويرجع ذلك إلى صعوبة تعدينها، وكذلك إلى سهولة التحقق من ديناميكية مخططات إثبات العمل.
من المهم أن تؤخذ التكاليف الإضافية التي يتكبدها المجتمع بموجب النقود الصادرة عن الحكومة والتضخم (الناتج عن طباعتها بدون حدود) في الحسبان عند مقارنة المعايير النقدية. من المهم أن تؤخذ التكاليف الإضافية التي يتكبدها المجتمع بموجب النقود الصادرة عن الحكومة والتضخم (الناتج عن طباعتها بدون حدود) في الحسبان عند مقارنة المعايير النقدية. دعونا نأخذ تمويل سوق الديون (الذي يعتبر الأرخص بشكل كبير) والمتوفر للحكومات في النظام النقدي الحكومي كمثال؛ حيث أنه يمكّن الدولة من فرض العديد من البرامج المكلفة للغاية والمدمرة، مثل الحرب ورفاهية الدولة. ستتطلب هذه البرامج الحكومية زيادة الضرائب الصريحة على المواطنين، وهو الأمر الذي يُصّعب على السياسي الذي يرغب بكسب شعبية الجماهير القيام بحملة من أجلها، مقارنة بالتكاليف الخفية للتضخم.
هل يمكن تطبيق حجة مماثلة على الذهب أو العملات الرقمية؟ ربما، ولكن بعد ذلك سيتعين على المجتمع أن يتعامل مع مخاطر مركزية الذهب و/ أو مصادرته و/ أو الاستحواذ عليه من قبل الحكومة، والذي كان حسب السياق التاريخي خياراً سيئاً. فيما يتعلق بالعملات الرقمية، يجب أن ندرك أنه (بفضل كتاب "حول أصول المال" لكار منجر) هناك ميل نحو أموال عالية السيولة وقابلة للبيع. وبالتالي، فإن الشخص الذي يرغب في المضاربة على الذهب أو العملة الرقمية يجب أن يعتقد أنه يمكن أن "يربح" في السوق مقابل المال.
المستقبل غير مؤكد ولا نعرف ما إذا كانت البيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية "مربحة" في السوق العالمية مقابل المال. ومع ذلك، إذا تم تمرير معيار افتراضي للبيتكوين على سبيل المثال، فإن الاعتبار الأكثر شمولاً لتكاليف تعدين البيتكوين والفوائد غير المرئية قد يشمل تحجيم عمل الحكومة، ونهاية الاعتماد على النظام البنكي الاحتياطي الجزئي وما ينجم عنها من دورة الازدهار والانهيار، وما يترتب على ذلك من خسارة في الناتج الاقتصادي، وانخفاض في مستوى الرفاهية ومصروفات الحرب. كما كتب جاريسون، "في نهاية المطاف، فإن تكلفة أي إجراء أو سلعة أو مؤسسة هو اعتماد الإجراء البديل أو السلعة أو المؤسسة التي تم التخلي عنها؛ حيث أن تكلفة الفرصة البديلة هي التكلفة الوحيدة التي تهمنا".
