كلام كريبتو #١٥١: مستجدات حرب التعرفات الجمركية — ترامب وأمريكا يتراجَعان

كلام كريبتو #١٥١: مستجدات حرب التعرفات الجمركية — ترامب وأمريكا يتراجَعان

أهلاً ومرحباً بكم في الإصدار المائة وواحد وخمسون من نشرتكم الإخبارية الأسبوعية المفضلة من كوين مينا، كلام كريبتو!

15 أبريل, 2025
فريق كوين مينا
الكاتب

"الاحتياطي الفيدرالي مستعد تماماً لإرساء استقرار السوق إذا لزم الأمر." — سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن

أهلاً ومرحباً بكم في الإصدار المائة وواحد وخمسون من نشرتكم الإخبارية الأسبوعية المفضلة من كوين مينا، كلام كريبتو!

هذا الأسبوع، نواصل استعراض آخر مستجدات حرب التعرفات الجمركية التي أشعلتها الولايات المتحدة ونتناول الفوضى التي سبّبتها في الأسواق. بدءً من السياسات المتخبطة إلى تحذيرات سوق السندات، نحن نشهد تغيراً مباشراً في النظام الاقتصادي العالمي، وبالطبع، نتباحث سوياً ما يعنيه ذلك للبيتكوين. كل هذا وأكثر، لذلك دعونا نستعرض معاً هذا الإصدار من نشرة كلام كريبتو لهذا الأسبوع!


ملخص سريع

  • ترامب يتراجع: قام بتعليق التعرفة الجمركية على معظم الدول… باستثناء الصين.

  • ويتراجع مجدداً: تم إعفاء قطاعات استراتيجية، مثل التكنولوجيا.

  • الأسواق تئن تحت وطأة الأحداث: سوق الأسهم تتراجع، والسندات لم تلعب دور الملاذ الآمن هذه المرة، بل ارتفعت عوائدها بشكل ملحوظ.

  • الاحتياطي الفيدرالي يستعد للتدخل: ماكينة طباعة العملات النقدية على وشك العمل.

  • البيتكوين منيع وصامد في وجه التقلبات: منذ انتخاب ترامب قبل ٦ أشهر، ارتفعت البيتكوين +٣٠٪، وانخفض مؤشر S&P -٩٪.

📕 السياق التاريخي: عجلة العجز التجاري الأمريكي

على مدار عقود، اعتمد الاقتصاد الأمريكي على عجلة العجز التجاري، مستورداً البضائع من مختلف أنحاء العالم، ومصدراً الدولارات بالمقابل.

كيف كانت تعمل هذه العجلة؟

١. تستورد الولايات المتحدة بضائع من دول مثل الصين واليابان وألمانيا.

٢. تحتفظ هذه الدول بالدولارات، لكنها لا تُبقيها بدون استخدام.

٣. تُعيد ضخّ هذه الدولارات في الأصول الأمريكية، خاصة الأسهم وسندات الخزانة.

ولّد هذا النمط طلباً دائماً على الأسهم والسندات الأمريكية، ما ساهم في تفوق أدائها عالمياً.

لكن الآن… هذه العجلة بدأت تتعطل.

فقد رفعت التعرفة الجمركية التي فرضها ترامب كلفة الإنتاج على الشركات الأمريكية، ما يضغط على هوامش الأرباح، ويؤدي إلى تراجع أسعار الأسهم. وها نحن نشهد عمليات بيع ضخمة في S&P 500. واللافت، أن السندات تشهد تراجعاً متزامناً لأول مرة منذ سنوات.


📉 الأسهم تتراجع… ولكن السندات أيضاً؟

تاريخياً، عندما تتراجع الأسهم، يلجأ المستثمرون للسندات كملاذ آمن. لكن هذه المرة مختلفة.

حيث تشهد الأسواق عمليات بيع للأسهم والسندات على حدٍ سواء. فقد ارتفع عائد سندات الخزينة لعشر سنوات من ٤٪ إلى أكثر من ٤٫٥٪ في أيام قليلة. والرسالة التي نفهمها من أداء السوق واضحة:

"نحن لسنا مستعدين لإقراض الحكومة الأمريكية لعشر سنوات بهذه العوائد."

هذا ليس خللاً عابراً، بل تحوّل جوهري في طبيعة ما كان يُعرف بـ"العائد الخالي من المخاطر". إذا كانت سندات الخزانة، وهي الحجر الأساس الذي يقوم عليه النظام المالي العالمي، غير مستقرة… فهذا يعني أن كل الأصول الأخرى في خطر.


🏛️ معضلة الفيدرالي: هل يتدخل أم ينتظر؟

مع تعرض الأسهم والسندات للانهيار معاً، جميع الأنظار تتوجه نحو الاحتياطي الفيدرالي. فقد حذّر جيمي ديمون مؤخراً من "اضطراب محتمل في سوق السندات"، واقترح أن الفيدرالي قد يضطر للتدخل. ورئيسة فرع بوسطن، سوزان كولينز، أكدت: "نحن مستعدون تماماً لإرساء الاستقرار في السوق".

والمقصد من ذلك هو إما أن نواجه انهياراً… أو نبدأ بطباعة العملات النقدية مجدداً.


🟠 البيتكوين: أصل نادر، ومحايد، ولامركزي

في عالم متعدد الأقطاب، حيث تُستخدم الأموال كسلاح سياسي، لم تعد الأصول المحايدة رفاهية، بل أصبحت ضرورة.

تاريخياً، لعب الذهب هذا الدور. لكنه في عصر الاقتصاد الرقمي، يعاني من عيوب واضحة: بطيء، مركزي، ويحتاج إلى وسطاء موثوقين، مما يجعله عرضة للتقييد والتلاعب.

البيتكوين، على النقيض، مصمم لهذا العصر؛ فهو أصل:

  • نادر: لا يوجد سوى ٢١ مليون عملة بيتكوين فقط.

  • سريع النقل: يمكن إرساله لأي مكان خلال دقائق.

  • قابل للتحقق: يمكن لأي شخص التحقق من إجمالي المعروض.

  • لا مركزي: لا يوجد سلطة مركزية تتحكم فيه أو تصادره.

  • رقمي ومفتوح: مثالي لعالم يعمل على مدار الساعة.

من المهم أيضاً الإشارة إلى أن أداء البيتكوين يرتبط تاريخياً بالمعروض النقدي العالمي (M2). ومع احتمالية لجوء البنوك المركزية لضخ السيولة مجدداً، فقد نشهد ارتفاعاً جديداً في سعر البيتكوين خلال الأشهر المقبلة.

وفي عالم تتعرض فيه الأسهم الأمريكية لضغوط شديدة، وأسواق السندات تدق ناقوس الخطر، يبرز البيتكوين ليس فقط كأصل مضارب، بل كملاذ آمن في العصر الرقمي.

m2 BTC chart

🧘‍♂️ اضبط نفسك… وانظر للصورة الأشمل

شهدنا حالات ذعر مشابهة من قبل. ففي عام ٢٠٢٠، انهارت الأسواق مع تفشي جائحة كوفيد ١٩، لكنها تعافت بقوة لاحقاً. كان الخوف حقيقياً، لكن المنطق كان مغلوطاً: حيث أن العالم لم يكن ليبقى مغلقاً إلى الأبد.

ولكن في يومنا هذا، غدت التحديات أكثر تعقيداً، لكن الدرس واحد: لا تتخذ قرارات مدفوعة بالعاطفة.

رغم التقلبات، لا يزال البيتكوين أعلى من أعلى سعر بلغه قبل ٦ أشهر. فالأساسيات لم تتغير، ومن يدرك الإمكانات الحقيقية لهذا الأصل على المدى الطويل، يعلم أن مثل هذه التراجعات فرص يجب اقتناصها.

نحن الآن على أعتاب عصر اقتصادي جديد. وللمستثمرين الذين يرون الصورة بوضوح، قد يكون البيتكوين هو الأصل الأهم الذي ينبغي امتلاكه.

footer

شارك المقال عبر:
نشرة إخبارية

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة