تتغير نظرة الحكومات للعملات الرقمية بسرعة

تتغير نظرة الحكومات للعملات الرقمية بسرعة

والآن أصبحت البيتكوين تحتل مركز الصدارة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

30 يوليو, 2024
دينا سمعان
دينا سمعان
الكاتب

عندما بدأت العمل في مجال العملات الرقمية قبل ما يقارب عقداً من الزمان، كانت فكرة أن تناقش أي دولة، وخاصة أكبر اقتصاد في العالم، البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي تبدو غير واقعية. ولكن ها نحن الآن في عام ٢٠٢٤، حيث أصبحت البيتكوين الآن قضية محورية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والشغل الشاغل لمرشحيه؛ حيث يسعى هؤلاء المرشحون الآن إلى  استمالة مجتمع الكريبتو وكسب ودّهم، حيث يتنافس كل منهم ليُظهر نفسه المرشح الأكثر دعماً للعملات الرقمية. كما يتعهدون بإنهاء الحملة المناهضة للكريبتو المعروفة باسم Chokepoint 2.0، وتحفيز شركات العملات الرقمية على الانتقال إلى الولايات المتحدة. هذا يتناقض بشدة مع نهج الولايات المتحدة في السنوات الثلاث الماضية، حيث كان موقفها عدائياً عقابياً تجاه قطاع الكريبتو، مما دفع العديد من الشركات إلى الهجرة إلى الوطن العربي واستهلال أعمالها في دبي وهونغ كونغ.

هذا العام وحده، شهدنا الموافقة على صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، مما جعلها أنجح عملية إطلاق لصندوق متداول في البورصة في التاريخ بأسره. تقوم شركة بلاك روك، أكبر شركة تدير الأصول في العالم، بجمع أكثر من ٣٠٠٫٠٠٠ بيتكوين وتستمر في شراء المزيد يومياً. كما وعززت الموافقة الأخيرة على إطلاق صندوق تداول الإثيريوم في البورصة مكانة العملات الرقمية في قطاع التمويل التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، قامت المؤسسات المالية التقليدية الكبرى مثل فيديليتي ومورجان ستانلي والعديد من الآخرين بتنويع العملات الرقمية التي تقدمها لعملائها، وهو مؤشر على وجود قبول أوسع للعملات الرقمية.

تؤكد هذه التطورات على وجود تحول كبير في المواقف العالمية تجاه تبني العملات الرقمية. المنافسة تشتد الآن، حيث تقوم الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتغيير موقفها لتصبح صديقة للعملات الرقمية. تقوم أوروبا أيضاً بطرح رخصة لائحة أسواق العملات الرقمية (MICA)، لذا فإن المنافسة على جذب المواهب واستقطاب شركات العملات الرقمية ستزداد شراسة. هذا يعني أن فرصتنا لنكون من طليعة المساهمين في هذا المجال تغلق بسرعة. من الضروري أن تقوم الحكومات العربية بخطوات حاسمة وتسارع إلى تبني نهج البحرين والإمارات العربية المتحدة من خلال تطوير أطر تنظيمية تتيح للمستثمرين طريقة آمنة وقانونية للاستثمار في العملات الرقمية. العملات الرقمية وجدت لكي تبقى، ووطننا العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل، يمكنها الاستفادة من الفرصة لتكون من أوائل من يتبناها. لا يزال هناك وقت، ولكننا بحاجة إلى التحرك عاجلاً وليس آجلاً، وإلا فسوف نفقد تلك الفرصة.

شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة